بعد دورة تدريبية تكلفت40 مليون جنيه
قيادات التعليم سقطت من حسابات الوزارة!
تحقيق ـ وجيه الصقار:
أحلام كبيرة راودت147 قيادة في التعليم ضمن برنامج تأهيل القيادات التربوية, والذي سعت الوزارة لتطبيقه علي مستوي الجمهورية كتخريج قيادات للإصلاح ودعم تنفيذ استراتيجية التعليم التي تنتهي في عام2012 وبعد تدريب استمر نحو10 أشهر كاملة شاملا الدراسة لمدة12 ساعة يوميا والإقامة الكاملة التي بلغت تكاليفها40 مليون جنيه.
ذهبت هدرا.. عندما قالت لهم الوزارة انتهي الدرس.. يا معلم. والحكاية كما يرويها هؤلاء القادة أنه تم الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل عناصر القيادات التعليمية بالوزارة والمديريات التعليمية وتقدم لها408 أفراد, تم اختيار222 قيادة منهم ثم اختير147 كقوة أساسية ووضع الباقون بالاحتياط, وبالفعل بدأ تنفيذ البرامج من10 فبراير2008 ولمدة10 أشهر كاملة حيث انقطع هؤلاء الأفراد للدراسة والتدريب بعيدا عن أسرهم, وحصلوا علي دراسات وتدريبات من خبراء بالجامعة الأمريكية, وبرنامج تطوير التعليم, وأكاديمية تطوير الأداء والاستشارات, بالإضافة لأساتذة بالجامعات المختلفة.
الخبرات والمهارات
وشمر هؤلاء القادة عن ساعدهم لبذل كل جهد لاكتساب الخبرات والمهارات الضرورية للنهوض بالتعليم واصلاحه وتطويره, بل إن الوزير شخصيا كان يحاضرهم بنفسه ويطلعهم علي أهم قراراته وسياسات التعليم في الحزب الوطني ولجنتي التعليم بمجلسي الشعب والشوري, وكان مخططا في البرنامج أن يستكمل المتدربون مرحلة أخري للإطلاع علي تجارب الدول المختلفة وفي أثناء ذلك أنشيء موقع الكتروني تابع للوزير شخصيا يتبادل معه من خلاله الدارسون المهارات والخبرات التي كان الوزير يتابعها بنفسه ولكن فجأة, وعلي غير توقع فوجيء الجميع بعد فترة التدريب بمصر, بالغاء السفر للخارج, بل وتم ترحيلهم إلي مواقع عملهم السابقة دون ترقيات أو أي امتياز مما ترتب عليه أن ضاعت تلك المواقع في أثناء غيابهم, وأصبحوا عالة علي المديريات التي كانوا عمادهاوقياداتها, بل أن الوزير ألغي الموقع الالكتروني الذي كان أداة الحوار معهم وتركهم لمصيرهم المجهول, ذلك بعد أن اكتسبوا مهارات متكاملة من المعارف والمهارات القيادية ووفق أحدث النظم العالمية لتطوير التعليم بعد أن تم تنفيذ البرنامج في800 ساعة تدريب علي مرحلتين الأولي لتنمية مهارات اللغة الانجليزية والحاسب الآلي والمهارات الإدارية الأساسية, وإدارة الوقت والتوجيه والارشاد والتخطيط.
أما المرحلة الثانية فتضمنت الخطة الاستراتيجية, واللامركزية, والإصلاح بالمدرسة واتخاذ القرار والاعتماد التربوي وغيرها, حيث هدف البرنامج لإعداد قيادات مؤهلة فنيا وإداريا لتنفيذ الاستراتيجية التعليمية والقدرة علي تقلد المناصب العليا, واستخدام الأفكار غير التقليدية, والبدائل الممكنة واتخاذ القرار بأسلوب علمي, وإدارة الموارد المالية والبشرية والتخطيط للمستقبل الوظيفي.
10 دورات
أما الدورات التي حصل عليها قادة التعليم فشملت دورات منها دورات تقييم الأداء الفعال والتوجيه والإرشاد, والموارد المالية في ظل اللامركزية, والتخطيط الاستراتيجي, والإصلاح بالمدرسة, والتسويق الاجتماعي, والأكاديمية المهنية للمعلم, وكادر المعلم, ودورة التكنولوجيا المتكاملة للاعتماد والمعلومات, واتخاذ القرار في ضوء النظم المعلوماتية, والاعتماد التربوي, في الوقت الذي تقدم فيه المتدربون بمشروعات قابلة للتطبيق لدعم تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتعليم, منها تطوير منظومة المتابعة والتقويم بالمديريات والادارات التعليمية والمدرسة, والارتقاء بالأداء داخل الادارة وتحويل المدرسة من النظام التقليدي إلي النظام المؤسسي الرقمي, وتسويق برنامج الإصلاح بالمدرسة, ومشروع الكادر, وتصميم وتنفيذ برامج لتقديم الدعم الفني للإدارات التعليمية في مجال الاعتماد التربوي.
وتواكبه في هذه الفترة قرارات الوزارة باختيار4 منسقين لتنفيذ المشروع بمعدل منسق علي كل مجموعة, وإقامة محاضرات وتدريبات بمدينة مبارك في6 أكتوبر واتحاد الطلاب بالعجوزة, وأقيمت حفلات واستقبالات في بداية, البرنامج وتحديدا من27 يناير2008 وحتي31 من نفس الشهر.
وبعد أن تشرد هؤلاء المتدربون نتساءل عن مصير40 مليون جنيه إذا لم نستفد منهم.. الجميع بالطبع يرفضون ذكر أسمائهم خشية التعرض للبطش كما حدث من قبل مع بعض زملائهم وهنا يقول أحدهم.
أمضينا10 أشهر كاملة في مدينة مبارك والمحاضرات والورش كانت تبدأ من التاسعة صباحا حتي التاسعة مساء, وتوفر لنا برنامج متميز وشديد التنظيم وجيد الإدارة من ورش عمل, وتكنولوجيا حديثة, ودراسات متطورة جدا, حتي أصبحنا خبراء في التعليم واللامركزية وتكنولوجيا التعليم وفلسفة وعلوم الكمبيوتر.. ولكنهم غدروا بنا بعد هذا المجهود الخرافي. ويقول متدرب آخر: إنهم أهدروا ثروة قومية كان يمكن الاستفادة منها فقد كان الوزير يسهر معنا حتي وقت متأخر ليتابعنا ويناقشنا بل إن نائبه قال بالحرف الواحد: إن التفريط فيكم يعد إهدارا للمال العام.
استكمال البرنامج
ويقول ثالث: لقد بدأنا كشفا طبيا استعدادا لاستكمال البرنامج بالخارج, ولكن السفر توقف فجأة وعدنا لعملنا, وكأننا لم نتعلم شيئا, بل وهذا ما دفع تلك المجموعة لإنشاء منتدي علي موقع الوزارة به52 ألفا و525 مشاركة في502 موضوع ومازال قائما.
وتعليقا علي تلك الوقائع التي لا تجد تبريرا لها أكد مسئول بوزارة التربية والتعليم أن البرنامج كان منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية, بهدف إعداد مجموعة من الكوادر تتفهم طبيعة مرحلة التطوير التي يعيشها نظام التعليم ولإحداث التغيير المنشود وأن المجموعة اجتازت التدريبات بنجاح, وأن الوزارة خاطبت مختلف المحافظات للاستفادة من إمكانات هذه المجموعة ولشغل المواقع القيادية بالمديريات والإدارات التعليمية
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=inve3.htm&DID=10149&Date=2009_12_2