منذ عامين اختارت وزارة التربية والتعليم 147 من قياداتها للمشاركة في إحدي الدورات التدريبية لتأهيلهم للعمل كمخططين لتطوير التعليم بعد انتهاء الدورة التي استمرت 11 شهراً.. لم تحاول الوزارة الاستفادة منهم أو مما درسوه لذلك تقدم النائب أحمد عبده عضو مجلس الشعب ببيان عاجل للجنة التعليم اعتبر فيه ان الاربعين مليون جنيه التي تم انفاقها علي هذه القيادات هي إهدار للمال العام لعدم استفادة الوزارة من الخبرات التي اكتسبوها.. "إحنا" ناقشت القضية.
في البداية قال الدكتور وحيد رجب موجه أول بالتعليم بالزراعي بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية: ذهبنا بناء علي طلب من وزارة التربية والتعليم للمشاركة في برنامج تأهيل القيادات التربوية علي مستوي الجمهورية وهو البرنامج الذي سعت الوزارة لتطبيقه لتخريج قيادات للاصلاح ودعم تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم والتي تنتهي في عام 2011 وبعد تدريب استمر 11 شهراً ودراسة أكثر من 12 ساعة يومياً وإقامة كاملة عدنا من حيث أتينا دون ان نعرف سر ما حدث وكأن الوزارة لا تعرف شيئاً عنا.
أضاف عندما وجدت ان الوزارة لم تقم بالاستفادة مما اكتسبناه قمت بأخذ حكم من المحكمة بعدما رفعت قضية بمركز البحوث الزراعية لكي أحصل علي درجة باحث وانتقلت إلي هناك وتركت العمل بالتعليم نهائياً واتجهت إلي عمل استطيع أن أقدم فيه ما اكتسبته من خبرات.
من جانبه أوضح ميشيل شنودة صليب موجهة علوم بإدارة التجريبيات بمحافظة القاهرة انه تم الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل عناصر القيادات التعليمية بالوزارة والمديريات التعليمية وتقدم 408 أشخاص وتم اختيار 222 قيادة منهم اختير منهم أيضاً 147 كقوة أساسية والباقون في الاحتياط وبالفعل بدأ تنفيذ البرنامج من 10 فبراير 2008 ولمدة 11 شهراً كاملة حيث تفرغنا جميعا للدراسة والتدريب بعيدا عن أسرنا وحصلنا علي دراسات وتدريبات من خبراء بالجامعة الأمريكية وبرنامج تطوير التعليم وأكاديمية تطوير الأداء والاستشارات بالاضافة للقيام بالتدريس أساتذة بالجامعات المختلفة وبعض مستشاري الوزارة وبذلنا كل جهدنا لاكتساب الخبرات بل إن الوزير السابق شخصياً الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم حاضرنا بنفسه وأخبرنا بأهم قراراته وسياسات التعليم في الحزب الوطني ولجنتي التعليم بمجلسي الشعب والشوري.
أكد ميشيل انه كان مخططاً في البرنامج ان نستكمل مرحلة أخري للاطلاع علي تجارب الدول المختلفة ولكن فجأة وعلي غير المتوقع فوجئنا جميعاً بعد فترة التدريب بمصر بإلغاء السفر للخارج بل وتم ترحيلنا إلي مواقع عملنا السابقة دون ترقيات أو أي امتيازات بل إن الوزير ألغي الموقع الإلكتروني الذي كان أداة الحوار معنا وتركنا لمصيرنا المجهول بعد ان اكتسبنا مهارات متكاملة من المعارف والمهارات القيادية وبعد ان تم تنفيذ البرنامج في 800 ساعة تدريباً علي مرحلتين الأولي كانت لتنمية مهارات اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والمهارات الإدارية والأساسية وأداة الوقت والتوجيه والإرشاد والتخطيط أما المرحلة الثانية فتضمنت الخطة الاستراتيجية واللامركزية والاصلاح بالمدرسة واتخاذ القرار والاعتماد التربوي وغيرها.
وتساءل ميشل إذا كانت الوزارة لا تريد الاستفادة من خبرات ال 147 قيادة من قيادات التعليم في تطبيق خطة تطوير التعليم التي تدربوا عليها فكيف تنفذ الآن؟
أوضح ان هذه الخطة تم اعدادها في 29 ألف ساعة وهي خطة تطوير التعليم في مصر والذي من المفترض ان تنفذ في الفترة ما بين عامي 2007 و2011 وتم دمجها في مجلد يحتوي علي 400 صفحة ولكن لا تنفذ مثلما وضعت.
من جانبه قال محمد محمد الشنهاب وكيل مدرسة تجريبية برأس سدر بجنوب سيناء ان الوزارة أهدرت ثروة قومية كان يمكن الاستفادة منها حيث كانت المحاضرات والورش تبدأ من التاسعة صباحاً حتي العاشرة مساء وتوفر لنا برنامجاً مميزاً حتي أصبحنا خبراء في التعليم واللامركزية وتكنولوجيا التعليم وفلسفة وعلوم الكمبيوتر.
وتساءل: ما مصير ال 40 مليون جنيه التي تم إنفاقها علينا وعلي التدريب؟ وما مصيرنا نحن حيث قدمت لنا الوزارة الوعود قبل تدريبنا بأننا سنحصل علي امتيازات بعد التدريب بتسكيننا في المكان المناسب ولكن بعد مرور عامين علي هذا التدريب لم يسأل أحد علينا وإنما تم تسكين 40% من ال 147 عن طريق أعضاء مجلس الشعب ولعبت الوساطة دوراً كبيراً.
أشار إلي أنه حصل علي قرار بمنصب مدير إدارة الجودة ولكن لم ينفذ حتي الآن.
والتقطت الحديث زميلته نعمت محمد علي مدير مدرسة بمديرية التربية والتعليم بأسيوط وقالت معظمنا رجعنا إلي أماكننا والقليل رجعوا إلي أماكن أقل مما كانوا عليها قبل التدريب حيث أضاعت فترة التدريب عليهم الحق في الترقيات بالاضافة إلي أننا تركنا أسرنا وبعدنا عن عملنا لمدة 11 شهراً للتدريب في مدينة مبارك بمحافظة 6 أكتوبر وفي النهاية لم يسألنا أحد عن الخبرات التي اكتسبناها.
وتساءلت نعمت لماذا قامت الوزارة بتدريبنا؟ ولصالح من طالما أنها لم تستفد منا؟
وشاركها في الحديث محمد الشريف مدير مدرسة تجريبية بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية حيث قال عدم الاستفادة منا هو إهدار للمال العام.
كما أكد الدكتور رضا أبوسريع مستشار وزير التربية والتعليم أثناء التدريبات لأننا حصلنا علي العديد من الدورات التي بإمكانها إفادة تطوير التعليم في مصر منها تقييم الأداء الفعال والتوجيه والإرشاد والموارد المالية في ظل اللامركزية والتخطيط الاستراتيجي والاصلاح بالمدرسة والأكاديمية المهنية للمعلم وكادرالتسويق الاجتماعي واتخاذ القرار في ضوء النظم المعلوماتية وتحويل المدرسة من النظام التقليدي إلي النظام المؤسسي الرقمي وتسويق برنامج الاصلاح بالمدرسة.
وقال المهدي سيد مدير التطوير والجودة بإدارة الوايلي تركنا أسرنا 11 شهراً دون رعاية وتأثرت أسر الكثير من السيدات اللاتي تدربن معنا في هذه الدورة التدريبية كما أننا أرهقنا مادياً بسبب عدم حضورنا الامتحانات وحصولنا علي الحوافز والمكافآت وضاع حقنا في الكادر وبعد ان اشتكينا جميعاً حصلنا عليه ولكن هناك فرقاً بيننا وبين زملائنا الذين لم يحضروا معنا التدريب بفرق سنة كاملة هذا بالاضافة إلي أننا عندما رجعنا من التدريب وجدنا ان الزملاء بنفس درجتنا قد ترقوا إلي مديري إدارات.
أشار المهدي إلي أن المشكلة أيضا في مديريات التربية والتعليم بالمحافظات التي لم تقم بتنفيذ تكليفات الوزير يسري الجمل بترقياتنا حيث قامت الوزارة بإرسال الأسماء إلي المحافظات للترقي ولكننا رجعنا علي نفس المكان ونفس الدرجة.
أضاف ضاعت المصداقية التي بيننا وبين الوزارة لأن اختيارها لنا كان هدفه تخريج قيادات وكان لابد عند إنهاء البرنامج منحنا الدرجة "الترقية".
في الختام قالت شكرية حسين القماح مدير إدارة متابعة بإدارة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة نحن مجموعة تم اختيارنا بناء علي عدد من الامتحانات والمقابلات الشخصية وتكلف تدريبنا 40 مليون جنيه من قبل الهيئات المختلفة وفي النهاية أهدر هذا المال وضاع الوقت والمجهود لعدم استغلالنا فنحن لدينا مادة علمية وقدرة علي العطاء فمتي نستطيع تحقيق الرسالة التي اكتسبناها في المجال الذي تدربنا عليه؟
أضافت أولاً وأخيراً نحن في خدمة الوزارة والتربية والتعليم دائماً ونتمني ان يصل صوتنا للمسئولين لتحقيق الهدف المنشود
السبت فبراير 01, 2014 2:55 pm من طرف مروة جمال
Ahlamontada 
موضوع: احنا - جريدة الجمهورية - 17/5/2010 
اليومية
