معكم
التعليم.. أولاً!
لن أغرد خارج السرب. ولكن ضميري لن يكون مرتاحاً إلا إذا قلت و"بالفم المليان".. إن التعليم هو الحل..!
وأرجو ألا يبادر أحدهم ويقول: يا أخي.. هو ده وقته.. لأرد عليه بسرعة مؤكداً.. ان هذا هو أنسب وقت لمراجعة أنفسنا. والصدق معها. لأنه إذا انصلح حال التعليم. فإن مصر ستعود بإذن الله إلي وضعها الطبيعي بين دول العالم المتقدم.
وأنا لا "أؤذن في مالطا".. عندما أقول هذه الكلمات وسط الجو الثوري المشحون. لكن الحقيقة الأكيدة أن ما يزيد علي 25 مليونا من أبناء الوطن.. أميون. ونفس عددهم لا يستطيعون التعامل مع وسائل العصر الحديثة.. أما البقية الباقية فهي التي يعيش بها الوطن.
وأنا هنا لا أتحدث عن التعليم كقراءة وكتابة. وإنما أتكلم عن إصلاح "حال" التعليم. والعودة إلي هيبة المعلم. والمناهج التي تغرس في الطالب حقيقة وليس بالأونطة حب الوطن. وحب الجار. وحب العلم والعمل. والشارع. وعشق النظافة. وكره الرشوة والسرقة. ومخاطبة الناس بالحسني. وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية. وعندها تكون مناهجنا التعليمية قد اكتملت بالفعل!
عندما تختفي المطاوي من المدارس. وعندما يمكث المدرس في حصته لا يريد أن يغادر الفصل. لأنه "شبعان" ومرتبه يكفيه للغاية. ولن يذهب في رحلة يومية كئيبة. "كعب داير" إلي البيوت ليقدم خدمة التوصيل المنزلي للعلم "الدليفري". ولن يمد يده إلي تلميذه. يأخذ منه "الأجرة" وهو يحتسي الشاي مع الكيك.. بل سيظل رأسه مرفوعاً أمام أبنائه التلاميذ. فهو القدوة والمثل الأعلي والمثال. الذي يجب احتذاؤه.
عندما يتم ذلك.. أؤكد لكم ان أمتنا ستنهض بالفعل. وغير ذلك كله في "الكليتش" كما يقولون هذه الأيام!
ولا أجد أمة من الأمم نهضت في العصر الحديث. إلا بعدما غرست بداخلها "غرساً". قيمة العلم والتعلم. بعيداً عن لغة "الخطاب الديني". والكلام الذي نحفظه عن ظهر قلب. ولا نطبقه.. وأمامنا نماذج عظيمة من شعوب العالم كاليابان وألمانيا. اللتين حطمتا تماماً في الحرب العالمية الثانية.. لكن بالعلم واتقان العمل. عادتا أقوي وأرفع شأناً.
إن غرس قيمة التعلم الدائم في كل طبقات وفئات الشعب. هي "البذرة" الحقيقية التي إذا زُرعت.. أنبتت بالفعل وآتت أكلها كل حين.