السعادة في المدارس
عصام فوده من رجال التعليم بالدقهلية
أحد مظاهر السعادة في المدرسة هي موازنة الاحتياجات وجعلها متعة ، ظل مربون كثيرون في الماضي وحتي اليوم ينظرون الي المتعة في الفصول الدراسية علي انها دلالة علي عدم إنجاز سوي القليل من العمل الحقيقي ،
والحقيقة باستطاعة اللعب الاسهام المباشر في عملية التعلم خاصة لتلاميذ رياض الاطفال والابتدائي ، وعلي المدرسين أن يدركوا دور اللعب القوي في المساعدة علي التعلم شرط متابعة المدرسين لتلاميذهم يلاحظون ،يفكرون ، يراقبون ، كما لايجوز أن تنتهي المتعة واللعب بنهاية المرحلة الأولي ، لابد أن بُلم المدرسون بوسائل التربية المرتبطة بموادهم .
وإذا نظرنا إلي مناهج الرياضيات بمرحلة التعليم الأساسي حديثاً وجدناها تخلوا من هذه المتعة للتلاميذ اوحتي للمعلمين .
ولدي قناعة أكيدة ان مثل هذه المناهج ( الرياضيات والعلوم ) بمدارسنا لاتعني النشئ في شئ ، والدروس الحقيقية التي يتعلمها الاطفال هي أن التعليم بغيض ، والكتب تعيسة، يتعلمون أن عليهم أن يكدحوا لتعلم الحساب وأن يجبروا علي إجابة أسئلة الأخرين بدلاً من أن يجيب أحد عن أسئلتهم . يتعلمون المسافة الشاسعة التي تفصلهم من مدرسيهم ، وأيضا تفصل بين مايتعلمونه في المدرسة وأي شئ ذي معني في حياتهم .
مازلنا ،مدرسين وأباء وأمهات ، نُنزل الألم بأطفالنا وتلاميذنا دونما قصد وبإمكاننا أن نعمل علي تقليص هذا الألم .
إذا قبلنا السعادة غاية للتعليم ، سنهتم بجودة الخبرة الحالية والإسهام المحتمل لها في السعادة المستقبلية . سنقيًم كل ما نفعله في ضوء هذه الغاية والأهداف الأخري التي تتناغم معها .
وأخيراً
لابد أن تقوم المدرسة بالعمل الذي كان مناطاً بالعائلات من قبل ، تُماثِل أفضل المدارس أفضل البيوت تقدم أفضل البيوت علاقات رعاية وودٍ مستمرة ، وتحمي من الأذي ، وتعمل علي التواصل تعمل معاً بتعاون ، تعزز البهجة في التعلم الحق ، ترشد النمو الأخلاقي والروحي ( بما في هذا الضمير اليقظ ) تُسهم في تذوق الفن والإنجازات الثقافية العظيمة ، تشجع حب المكان وحماية الطبيعة ، وتعلم من أجل فهم الذات وفهم المجموعة.
أفضل البيوت والمدارس أماكن سعيدة . يعرف الكبار في تلك الأماكن أن السعادة هي إحدي غايات التربية والتعليم ( والحياة ذاتها ) ويعرفون أيضاً أن السعادة تعمل وسيلة وغاية في آن . سيغتنم الأطفال السعداء ، الذين ينمو فهمهم لكلمة السعادة ، الفرص التعليمية ببهجة وسيسهمون في سعادة الآخرين . ومن الواضح أنه ، لكي يكون الأطفال سعداء بالمدارس لابد وأن يكون مدرسوهم سعداء أيضاً . والمناهج التي يدرسونها تؤدي الي ذلك.